الرجل الأول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شخص يدعي أنه يعرف ليلة القدر

اذهب الى الأسفل

شخص يدعي أنه يعرف ليلة القدر Empty شخص يدعي أنه يعرف ليلة القدر

مُساهمة  عبدالله جمال السبت أغسطس 01, 2009 2:38 am

السؤال
تسأل الأخت الريحان من المملكة العربية السعودية تقول :



شيخنا الفاضل أيمن سامي..



كل عام وأنتم بخير



رجاء ثم رجاء أن تردوا علي بخصوص هذا الموضوع الذي وصلني وطرح في أحد المنتديات فقلد جعل فكري فيه بلبلة ....



وخلاصة سؤال الأخت أن هناك شخص يدعي أنه راقب ليلة القدر وقام بتحديدها في يوم من أيام الأسبوع وأنها تكون دائما في ليلة الثلاثاء .

الجواب
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبد الله المصطفى ونبيه المجتبى ، وبعد :



ماذا أقول أمام هذا الكلام الزور الذي ينشر على الناس ؟



حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن تكلم وفيمن نشر ، وأقول للجميع الله الموعد .



قال تعالى : " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " .



وقال تعالى : " قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون " .



وقال تعالى : " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم " .



وعليه احذر الجميع ممن يتكلم في شرع الله بغير علم ولا هدى فيَضل هو ثم يُضل غيره .



إن هذا المنقول عنه الكلام المتقدم يُلبس على الناس أمر دينهم ، وإن أغلب الأدلة التي اعتمد عليها بل هي صلب أدلة الموضوع تعتمد على كلمة التحري والالتماس .



وإن تفسيره وفهمه للتحري أو الالتماس بالبحث والتنقيب من أجل تحديد الليلة قبل دخولها هو فهم سقيم وهو الذي أورده هذا المورد المهلك .



من قال إن التحري أو الالتماس معناه البحث عن اسمها أو معرفة تحديدها قبل وقوعها ؟؟؟



إن كان هو متبع للكتاب والسنة بفهم الصحابة رضوان الله عليهم ـ كما يزعم عندما قال : الدين هو قول الله عز وجل وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وما اتفق على فهمه صحابة رسول الله وهم الخلفاء الراشدين المهديين من بعد رسول الله ـ فنحن نسأله :



من من الصحابة والخلفاء فهم فهمك في أن معنى التحري أو الالتماس هو البحث عن تعين الليلة ؟؟؟



إن المراد بالتحري أو الالتماس هو الاجتهاد في الطاعة والعبادة رجاء الحصول على أجرها وثوابها .



هذا هو الواضح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن ذلك حديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله .



فعجيب أمر هذا الرجل الذي يترك هذه السنة الثابتة الصحيحة بإحياء العشر ويذهب للجزم بليلة معينة .



ومن ذلك أيضا ما رواه البخاري من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان فرفعت ، وعسى أن يكون خيرا لكم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ؟



فهاهو صلى الله عليه وسلم يأمر بالالتماس بعد إخباره برفعها ، فكيف سيكون هذا إلا بالاجتهاد في العمل الصالح ؟



وسبحان الله أن يُظهر الله لنا جهل هذا الإنسان بالشريعة حيث أن كل ما استدل به من أحاديث التحري والالتماس هي حجة عليه لا له كما سيتضح هذا في نهاية جوابي عندما أنقل رد الإمام ابن حجر عليه وعلى أمثاله ممن يريد تعين ليلة القدر بليلة من ليالي الأسبوع باسمها .



وأنا أسأل هذا الرجل هل ما تقوله من تحديد ليلة الثلاثاء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لم يعلمه ؟



إن قلت علمه ، فلماذا لم يبلغنا ؟



وإن قلت جهله أقول لك أأنت أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟



قال الإمام ابن حجر في فتح الباري 4 / 268 :



روى محمد بن نصر من طريق واهب المغافري أنه سأل زينب بنت أم سلمة : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم ليلة القدر ؟ فقالت : لا ، لو علمها لما أقام الناس غيرها .



ثم سؤال آخر :



ما هو القول في هذا الحديث الذي رواه البخاري وغيره من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان فرفعت ، وعسى أن يكون خيرا لكم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ؟



أليس هذا الحديث العظيم يبين لنا أن هناك حكمة في إخفائها ؟



، وإذا كان العلماء يقولون إن من رأى تلك الليلة بأماراتها وعلاماتها ، فإنه يستحب له أن يكتمها ولا يخبر بها الناس ، فكيف بمن يدعي أنه يعلم أي ليلة هي ليلة القدر على مدار الأعوام !! ؟



قال الإمام الإمام ابن حجر في فتح الباري 4 / 268 :



واستنبط السبكي الكبير في الحلبيات من هذه القصة استحباب كتمان ليلة القدر لمن رأها .



ثم إن ما ادعاه هذا الرجل من تحديد ليلة القدر بليلة معينة قد سبقه إليه غيره ، وهو أبو الحسن الخولي المغربي ، وإن كان هذا الرجل الذي سؤل عنه في السؤال قد حددها بليلة الثلاثاء ، فإن أبا الحسن قد حددها بليلة الأحد ، وحددها غيرهما بليلة الجمعة ، وكلهم خطأ .



قال الإمام ابن حجر في فتح الباري 4 / 267 :



وفي هذه الأحاديث ـ يعني أحاديث التحري في العشر ـ رد لقول أبي الحسن الحولي المغربي أنه اعتبر ليلة القدر فلم تفته طول عمره وأنها تكون دائما ليلة الأحد ، فإن كان أول الشهر ليلة الأحد كانت ليلة تسع وعشرين وهلم جرا ، ولزم من ذلك أن تكون في ليلتين من العشر الوسط لضورة أن أوتار العشر خمسة ،و عارضه بعض من تأخر عنه ، فقال : إنها تكون دائما ليلة الجمعة ، وذكر نحو قول أبي الحسن ، وكلاهـــــما لا أصل له ، بل هو مخالف لإجماع الصحابة في عهد عمر كما تقدم ، وهذا كاف في الرد وبالله التوفيق .



وعليه أنصح هذا القائل بتحديد ليلة القدر بليلة باسمها من ليالي الاسبوع بالعودة إلى الله والتوبة من هذا الكلام الذي لا دليل عليه بل الأدلة تخالفه .



وأنصح كل من اطلع على كلامه ألا يغتر به ، كما أنصح نفسي واخواني بالاجتهاد في العشر الأخيرة كلها ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده الصطفى ونبيه المجتبى ، والحمد لله رب العالمين .



والله أجل وأعلم
عبدالله جمال
عبدالله جمال
Admin

المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 30/07/2009
العمر : 39
الموقع : https://thefirstman.yoo7.com

https://thefirstman.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى